المجلة | آيـــة |{أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَن

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة

{أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاء فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}
تلك صورة من صور الضلال الإنساني حين يتجاوز حدوده فيحسب الشر خيراً وهذا هو مفتاح الشر كله؛ أن يزين الشيطان للإنسان سوء عمله فيراه حسناً، أن يعجب بنفسه وبكل ما يصدر عنها. لا يخطر على باله أن يراجع نفسه في شيء، ولا أن يحاسبها على أمر. هذا هو البلاء الذي يصبه الشيطان على إنسان؛ وهذا هو المقود الذي يقوده منه إلى الضلال ثم إلى البوار ! ويدع ربنا السؤال بلا جواب ليشمل كل جواب وتجيب الآية بأحد هذه الأجوبة من بعيد. {فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء} وكأنما يقول: إن مثل هذا قد كتب الله عليه الضلالة؛ مستحقا لها بما زين له الشيطان من سوء عمله فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء بما تقتضيه طبيعة الضلال في ذلك وطبيعة الهدى في هذا، وما دام الأمر كذلك {فلا تذهب نفسك عليهم حسرات}.. إن هذا الشأن _شأن الهدى والضلال_ ليس من أمر بشر؛ ولو كان هو رسول الله، إنما هو من أمر الله والله سبحانه يعزي رسوله ويسليه بتقرير هذه الحقيقة له؛ حتى يستقر قلبه الكبير الرحيم المشفق على قومه مما يراه من ضلالهم ومصيرهم المحتوم بعد هذا الضلال. {إن الله عليم بما يصنعون} وهو يقسم لهم الهدى أو الضلال وفق علمه بحقيقة صنعهم. والله يعلم هذه الحقيقة قبل أن تكون منهم؛ ويعلمها بعد أن تكون. وهو يقسم لهم وفق علمه الأزلي، ولكنه لا يحاسبهم على ما يكون منهم إلا بعد أن يكون.

المزيد